responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 197
الكبيرة، وتسمع عن زعماء الأمم فى السياسة والاجتماع والثورات الفكرية أو العملية، وتسمع عن قادة الحروب وبناة الدول، فتصف أولئك جميعا بالزعامة، وترى فيهم رءوسا تنهض بالإنسانية نحو الكمال.

[الفرق بين الزعامة الربانية والزعامة البشرية]
فاعلم أنّ النبىّ فى أمته زعيم ربانىّ جمع الله له مظاهر الزعامة جميعا فهو يخاطب القلوب والعقول، ويختطّ سبل الإصلاح الاجتماعى والسياسى، ويحدث فى أمته- وبها- ثورة فكرية عملية تدفع الإنسانية إلى الأمام عدّة مراحل.
والفرق بين الزعامتين؛ الزعامة المستمدة من قوى البشر، والزعامة المستمدة من إمداد الله. أن الثانية صواب كلها لا خطأ فيها، وأنها أدوم أثرا وأبقى على الزمن، وأنها أعم وأشمل فى نواحى الحياة كلها.
والفرق بين الزعماء الربانيين، وهم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فى القديم، وبين الزعيم الأخير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: أنّ أحد أولئك صلوات الله وسلامه عليهم إنما كان يأتى للأمة الواحدة أو الأمم المتجاورة، وهو صلى الله عليه وسلم إنما بعث للناس كافة بشيرا ونذيرا.
وأن الشرائع السابقة كانت عرضة للتبدّل أو التغيّر، أما الشريعة الختامية فقد كفلت بالحراسة الإلهية، وبقيت فى كنف قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [الحجر: 9].
إذا تقرّر هذا علمنا أية نعمة على البشر ينعمها الله تبارك وتعالى بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وعلمنا الارتباط بين الآية الكريمة كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ وبين ما قبلها من قول الله تبارك وتعالى: وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.

[من وظائف الرسول صلى الله عليه وسلم]
أما وظائف الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أجملتها الآية الكريمة فى هذه العناصر المباركة:
(يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا) يصلكم بالحق، ويبلّغكم دستور السماء، ويتلو عليكم نظام الله الذى إن تمسكتم به سعدتم، وإن هديتم بهديه رشدتم، فوظيفة الرسول الأولى: تبليغ دستور الله لعباد الله.

نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست